قضى أميرُ الأطّباء مريضًا مُعْتَلًّا! عجز عن تطبيب نفسه وهو الّذي اكتشف الكثير من الأدواء وأوجد لها الدّواء. تأثّر بفكر "العارفين" الّذين يزهدون الحياة الدّنيا تقرّبًا بالله، لكنّه ابتعد عمّا يُطمئِن قلبه! وتَشتَّت ذِهنُه بأفكارٍ فلسفيّة مشوّهة عن الله، وكَمِثْلِ الكثيرين في مختلف العصور، حاول تطويع معرفته لإدراك ماهيّة الله. لكنّ عقل الإنسان مهما بلغت عبقريَّتُه، يبقى
محدودًا وعاجزًا عن إدراك الله غير المحدود والمُطلق الكمال! وتبقى معرفة الإنسان عن الله مشوّهة بفساد أفكاره وتصوّراته، وهي تقوده في النّهاية لسجن الخوف من المجهول. لكنْ، هناك معرفة واحدة تُحَرّر الإنسان من عبوديّة الخوف، إنّها معرفة الحقّ، تلك المعرفة الإلهيّة الّتي تسمو فوق كلّ البشر! ولكن أين نجدها؟ وما هو السّبيل إليها؟ يقول "عيسى المسيح المُصْطَفى الأعظم": أنا هو الطّريق والحقّ والحياة" نعم، فهو الطّريق المضمون المصير، وفيه الحقّ المُبين فهو بارٌّ وقدّوسٌ لا غِشَّ فيه، وهو من بذل حياته فديةً للآثمين كيما يهبَ بقيامته من بين الأموات نصيبًا في حياة الخلود لكلّ مَنْ يؤمنون به. فهل لنا أن نهرع إلى هذا الّطريق حتّى نختبر هذه المعرفة الإلهيّة المُحَرِّرَة مِن كلّ عبوديّة؟!
نشأته: ولد أغسطينوس في مدينة تاجست (أهراس، الجزائر حاليًا) في شمال أفريقيا سنة 354 م. أبوه كان وثنيًّا عند ولادة ابنه، أما أمه "مونيكا" فقد كانت مسيحية. سافر أغسطينوس في سن السادسة عشر إلى قرطاجنة لك...
ملكة تدمرأسطورة الطّموح والكِبرياءحياتُهاهي زوجة "أذينة" الّذي كان له دورٌ كبير في صَدِّ هجمات الفُرس الّساسانيّين الّذين أَسَرُوا الامبرطور الرُّوماني "فالريانوس" وقتلوه. واعترافًا من الامبراطوريّة ا...