جميلة بو حيرد

جميلة بو حيرد هي أشهر النساء المناضلات ضد الاستعمار في الوطن العربي في القرن العشرين، ناضلت ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي استمر أكثر من مئة وثلاثين عامًا، حتى حُفر اسمها بحروف من ذهب في سجلات التاريخ كأهم المناضلات العرب.
نشأتها:
ولدت في حي القصبة بالجزائر سنة 1935 لأب جزائري وأم تونسية ضمن 7 أشقاء ذكور وهي الفتاة الوحيدة في الأسرة، إلتحقت بمعهد التفصيل والخياطة بعد دراستها في التعليم الأساسي ومارست تصميم الأزياء، وكانت تهوى الرقص الكلاسيكي وركوب الخيل.
حبها لوطنها:
غرست فيها أمها – بالرغم من كونها تونسية – محبة الجزائر، ويُذكر عنها في طفولتها أنها رفضت ترديد نشيد يُقال فيه "فرنسا أُمنا" في طابور الصباح في المدرسة، بل صرخت بصوت عالٍ "الجزائر أُمنا"، ولذلك عاقبها مدير المدرسة الفرنسي بإخراجها من الطابور.
نضالها:
بدأت نضالها ضد الاستعمار الفرنسي في العشرين من عمرها، فانضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية ثم إلى صفوف الفدائيين، وللضرر الذي لحق بالاستعمار الفرنسي بسببها أصبحت المطلوبة رقم 1 في قوائم الجيش الفرنسي إلى أن تم القبض عليها في 1957.
بعد القبض عليها واجهت بو حيرد الكثير من التعذيب بالضرب والصعق الكهربائي لكي تُبلغ عن رفقاء الكفاح ضد الاستعمار، مما سبب لها ضررًا كبيرًا في إحدى يديها. وقد تم عرضها أكثر من مرة لمحاكمات غير عادلة صورية، وحُكم عليها بالإعدام، إلا أن العالم كله ثار ضد طغيان فرنسا وقتها، وعُدِّل الحُكم من الإعدام إلى السجن مدى الحياة، إلا أنها خرجت بعد فترة وتزوجت بمحاميها الفرنسي الشريف جاك فيرجيس.
النضال ضد الاستعمار والثورة على الظلم هو عمل شريف، لطالما مُدح البشر جراء وقوفهم جانب الحق ونبذهم للجور والظلم. وذروة الكفاح ضد الاستعمار تجلت في المسيح عيسى، الذي عاش حياته ثائرًا على أعتى استعمار يواجه البشرية جمعاء، وهو استعمار الخطيئة على قلوب البشر.
فرفض أن يملك إبليس على قلوبهم وهزم الخطيئة بقداسته المُطلقة، وبذل حياته تكفيرًا عن ذنوب كل من يثق فيه ويؤمن بحقيقة موته وقيامته من الأموات للتكفير عن ذنوب البشر، فهل لنا هذا الإيمان؟