يجب فحص عيني الطفل عند الولادة لهذه الأسباب

يحصل تأخير في اكتشاف مشاكل العينين في كثير من الأحيان، خصوصاً لدى الأطفال الذين قد لا يعرفون كيفية التعبير عن مشكلة يعانونها في عيونهم أو عن ضعف لديهم في النظر. تكثر المشاكل التي يمكن التعرض لها ومنها ما يظهر عند الولادة. لذلك تنصح الطبيبة الاختصاصية في أمراض العينين في مركز بلفو الطبي الدكتورة فاليا قزي بفحص عيني الطفل عند الولادة تجنباً لتفاقم مشكلات عديدة وبلوغها مراحل متطورة ما يزيد من صعوبة معالجتها.

لا يعتبر قصر النظر وبعد النظر المشكلات الوحيدة في العينين التي يمكن أن تصيب الطفل. فثمة مشكلات عديدة بحسب الدكتورة قزي يمكن أن تظهر لدى الطفل من الولادة ومنها سرطان العين من نوع retinoblastoma والتهاب العين والماء الأزرق والماء الاسود، فكلّها حالات يمكن ان تظهر لدى الطفل ما يستدعي اللجوء إلى طبيب اختصاصي في أمراض العينين من أولى لحظات الولادة.

"حتى اليوم في حال لاحظ الطبيب مشكلة معينة واضحة في عيني الطفل يستدعي الطبيب الاختصاصي في العينين لتشخيصها بشكل دقيق. لكن حتى اليوم لا تلتزم كافة المستشفيات بحضور الطبيب الاختصاصي بأمراض العينين عند الولادة. إلا ان هذا يعتبر ضرورياً اليوم خصوصاً أن ثمة مشكلات تظهر عند الولادة وتسمح معالجتها بأسرع وقت ممكن بالحد من الأضرار الناتجة منها، كما في حال سرطان العين من retinoblastoma الذي يكتشف في وقت متأخر في كثير من الأحيان بعد فترة طويلة نسبياً عن طريق الصدفة عندما يلاحظ الطبيب أو الأهل غالباً لمعاناً غريباً في عين الطفل أو أن العينين تلمعان في الصور بلون أبيض ولا تكون ملوّنة كما يحصل عادةً. علماً ان هذه المشكلة قد تكون موجودة منذ الولادة وقد لا تكتشف إلا بعد سنة أو اثنتين فتكون الحالة قد تفاقمت وقد يخسر الطفل نظره بالكامل عندها دون إمكان العودة إلى الوراء".

في المقابل، تشير قزي إلى أن الإجراء الذي يتخذ اليوم لمكافحة الالتهاب في العينين الذي قد يكون الطفل مصاباً به هو وضع مرهم مضاد لالتهابات العينين تلقائياً. إلا أن هذا لا يعتبر مفيداً طبعاً لمواجهة باقي المشكلات التي تتطلب التشخيص المبكر والمعالجة بأسرع وقت ممكن لتجنب تطور الحالة.

في الـmyopie والـastigmatisme العامل الوراثي مسؤول

بحسب قزي يعتبر العامل الوراثي المسبب الأساسي للـMyopie والـastigmatisme فيما قد تأتي عوامل اخرى تساهم أكثر بعد في ظهور المشكلة. هذا وتشير إلى أنه حتى في هذا النوع من المشاكل قد يتم التأخير في كشفها في كثير من الأحيان، خصوصاً أن الطفل قد يكون عاجزاً عن التعبير عن ضعف النظر الذي يعانيه أياً كان نوعه. "يعتبر العامل الوراثي المسبب الرئيسي فإذا كان أحد الأهل مصاباً بضعف النظر ثمة احتمال بنسبة 30 في المئة لإصابة الطفل.
أما إذا كان الوالدان مصابين فترتفع النسبة إلى 80 في المئة. أما الأجهزة الالكترونية والشاشات بأنواعها فقد تساعد على ظهور المشكلة أحياناً وإن لم تعتبر حتى اليوم سبباً مباشراً لذلك. في المقابل هي تعتبر سبباً لجفاف الدمع والحساسية في العينين وغيرها من المشكلات. مع الإشارة إلى أن مشكلة الـMyopie قد تبدأ من عمر بضعة أشهر فيرى الطفل بشكل غير واضح وقد لا يتمكن من التعبير عن انزعاجه.

واللافت بحسب قزي أن ثمة أطفالاً كثراً يواجهون مشاكل في المدرسة لعدم قدرتهم على التركيز والاستيعاب بسبب هذا النوع من المشاكل في النظر او حتى في السمع احياناً، فيما لا يدرك الأساتذة أو الأهل المشكلة ويعزون تراجع نتائجه المدرسية إلى الكسل حتى تكتشف المشكلة في مرحلة متقدمة. مع الإشارة إلى أن مشكلة الـHypermetropie تزول في سنّ الـ 6 أو 7 سنوات في حال عدم وجود استعداد وراثي. أما في حال وجود العامل الوراثي فيختلف الوضع.

أما الـMyopie فتزيد درجاته مع نمو الجسم وقد يختلف معدل الزيادة بحسب كل ولد. هذا وفي حال كان لدى أحد الوالدين درجات عالية من ضعف النظر من المتوقع أن يزيد معدل الدرجات بسرعة كبرى لدى الطفل. "من هنا أهمية إجراء فحص للعينين عند الولادة ثم في عمر السنة وبعدها قبل دخول الطفل إلى المدرسة. أما الفحص الذي يجرى في المدارس فقد يفيد أحياناً لكل ليس دائماً لأن ثمة مشاكل لا تظهر إلا في الفحص العيادي ".

المصدر : annahar.com