العرب ينفقون مليارات الدولارات على أعمال الدجل والشعوذة

نشرت وكالة الصّحافة الفرنسيّة هذا العام تقريرًا حول ازدهار الشّعوذة في الجزائر. وأعاد التّقرير أسباب ذلك بشكلٍ خاصّ إلى تدنّي مستوى الخدمات الطبيّة العامّة في البلاد وارتفاع تكاليفها في المُستشفيات الخاصّة، الأمر الّذي يدفع بكثيرٍ من المواطنين إلى الّلجوء إلى الطّبّ التّقليدي والعرّافين فيُصبحون عرضةً للاحتيال والنّصب.
وأشار التّقرير إلى قضيّتين هزّتا البلاد في الآونة الأخيرة، تمثّلت الأولى في " دواء معجزة" لعلاج مرض السُّكريّ اكتسح الأسواق وكانت نتائجه وخيمة، والثّانية في فتح عيادات للعلاج بالرُّقْيَة من المَسّ بالجِنّ ومن بعض الأمراض النّفسيّة أيضًا.

في حقيقة الأمر، لا تقتصر هذه الظّاهرة - المشكلة على الجزائر فحسب، بل إنّ البلدان العربيّة جميعًا باتت أرضًا خصبةً لتفشيها ونمائها، كما لم تَعُدْ مرتبطة بالنّساء فقط، إذ ازداد إقبال الرّجال عليها، ممارسةً وارتيادًا.
ففي مايو عام 2015، خَلُصَت دراسة أكاديميّة إلى أنّ العالم العربي يُنفق سنويًّا أكثر من خمسة مليارات دولار على أعمال الدّجل والشّعوذة. في حين يعتقد المُراقبون أنّ حجم هذا الإنفاق في اطّراد مرعب، خلال السّنوات الأخيرة، بسبب مساعدة الفضائيّات ووسائل الاتّصال الحديثة على انتشار هذه الظّاهرة...

دراسات ميدانيّة أُخرى أُجْرِيَت في عدد من البلدان العربيّة، أظهرت أنّ هذه الظاهرة المُعقَّدة والضّاربة في القِدَم، استفحلت في السّنوات الأخيرة بسبب انخفاض الوعي وفشل الطّبّ في علاج عدد من الأمراض المُستعصية ورغبة الإنسان الجامحة في معرفة الغيب وتوقّع المستقبل والانتقام وحبّ المال والنّجاح والشّهوات والمناصب. وهي ظاهرةٌ طالت أيضًا أولئك الّذي كان يُفترض أن يتصدّوا للاعتقاد بالغَيْبِيَّات، كأصحاب المُستويات التّعليميّة العُليا والرّياضيّين والفنّانين والإعلاميّين والسياسيّين ...

المصدر: مونت كارلو الدوليّة