البطالة

مسابقة شعريّة عن البطالة

المرتبة الأولى: ياسر السعيد الششتاوي درويش من مصر، عن قصيدة
"البطالة تخنق"

لا تَنْتَظِرْ لِوَظِيفَةٍ أَوْ مِهْنَةٍ تَعْلُو عَلَى قَدْرِ الْقَمَرْ
ابْدَأْ بَسِيطًا فَالْجِبَالُ مِنَ الْحَصَى وَالصَّبْرُ مِفْتَاحُ الظَّفَرْ
نَسْجُ الْبَدَائِلِ وَاجِبٌ لِهَزِيمَةِ الأَزَمَاتِ وَالإِفْلاتِ مِنْ نَابِ الْخَطَرْ
إِنَّ الْبَطَالَةَ تَخْنُقُ الإِنْسَانَ تَجْعَلُهُ يَحُسُّ بِأَنَّهُ دُونَ الْبَشَرْ
طَوِّرْ يَدَيْكَ لِكَيْ تُلائِمَ فُرْصَة ًفِي لُقْمَةٍ تَشْتَاقُ لَذَّتَهَا مَصَابِيحُ الْمَطَرْ
طَوِّرْ خُطَاكَ لِخَافِقِ الْمَسْعَى الْمُضِيءِ لِعِيشَةٍ لِحَصَادِ شَهْدِ أَمَانِهَا لا تُفْتَقَرْ
أَوْقِفْ خُطَى تَفْكِيرِكَ الْمُنْدَاحِ خَلْفَ كَآبَةٍ تُدْمِي بِهَا بُعْدَ النَّظَرْ
إِنْ لَمْ تَجِدْ عَمَلاً يَلِيقُ بِمَا تُرِيدُ فَلا تُقِمْ فِي الْيَأْسِ
إِنَّ قُصُورَهُ مِنْ لَوْعَةٍ لا مِنْ حَجَرْ
كُنْ وَاثِقًا فِي رَبِّكَ الرَّزَّاقِ لا تُؤْمِنْ بِمَا يَحْوِي الضَّرَرْ
حَاوِلْ وَحَاوِلْ فَالأَمَانِي نَيْلُهَا يَحْتَاجُ أَلا تَحْتَمِيَ بِعَبَاءَةِ الأَعْذَارِ أَوْ كَهْفِ الضَّجَرْ
لَوْ صِرْتَ مَرْهُونًا بِحِضْنِ الْبَيْتِ هَلْ لَكَ أَنْ تُكَوِّنَ ثَرْوَةً ؟!!
مَاذَا سَتَجْنِي مِنْ جُلُوسِكَ فِي الْمَقَاهِي غَيْرَ إِتْلافِ اتِّقَادِكَ فِي مُسَائَلَةِ الْقَدَرْ؟!!
لا وَقْتَ عِنْدَكَ كَيْ تُضَيِّعَهُ
فَخَطْوُ الْعُمْرِ أَسْرَعَ فِي التَّوَلِّي عَنْ يَدِ الأَنْفَاسِ مِنْ لَمْحِ الْبَصَرْ
هُزَّ ارْتِكَانَكَ فَالْمَصَاعِبُ لا تَدُومُ وَلا تَنَمْ حَتَّى يُقَدِّرَكَ الثَّمَرْ
جَرِّبْ وَجَرِّبْ فَالتَّجَارِبُ تَفْتَحُ الأَبْوَابَ حَتَّى تَقْتَنِي أَحْلَى الدُّرَرْ