السرطان يتصدّر قائمة الأمراض... السبب الأول للوفيات في البلدان الغنية

وفق دراستين نُشرت نتائجهما اليوم، يعتبر #السرطان من المسببات الأولى للوفيات حول العالم مع توقعات بأن يتصدر هذا المرض قائمة مسببات الوفيات في العالم أجمع "خلال بضعة عقود".

ولا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفيات في العالم لدى البالغين في منتصف العمر، إذ تسبّبت بأكثر من 40 في المئة من الوفيات، أي ما يقرب من 17,7 مليون وفاة في العام 2017.

ويعتبر مرض السرطان فاتورة باهظة تدفعها البلدان الفقيرة جراء هذه الأمراض.

واستحوذ السرطان، وهو ثاني أكثر الأسباب شيوعاً للوفيات في العالم سنة 2017، على أكثر من ربع حالات الوفاة حول العالم .

لكن في البلدان الغنية، بات السرطان يقتل أشخاصاً أكثر من أمراض القلب، وفق هذه البحوث التي اقتصرت على 21 بلداً ونشرت نتائجها في مجلة "ذي لانست" الطبية.

والبلدان الأربعة ذات الدخل المرتفع التي شملتها هذه البحوث هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والسويد وكندا.

من جهته، أشار الأستاذ الفخري في جامعة لافال في كيبيك وأحد معدي الدراستين، جيل دوغانيه، إلى أنّ "العالم يشهد مرحلة انتقالية جديدة على صعيد الأوبئة، إذ إنّ الأمراض القلبية الوعائية لم تعد السبب الرئيسي للوفيات في البلدان ذات الدخل المرتفع".

لكن بموازاة تراجع معدل الأمراض القلبية على المستوى العالمي، قد يصبح السرطان السبب الرئيسي للوفيات في العالم "في خلال بضعة عقود فقط"، وفق دوغانيه.

وتناولت الدراسة أكثر من 160 ألف بالغاً جرت متابعتهم على مدى عقد بين 2005 و2016، في بلدان ذات دخل مرتفع أو متوسط أو ضعيف.

وبحسب هذه الأعمال، يواجه الأشخاص في البلدان الفقيرة في المعدل خطراً أكبر بـ2,5 مرة للوفاة جراء أمراض القلب مقارنة بأولئك المقيمين في البلدان الغنية.

وبحسب الجزء الثاني من الدراسة الذي تناول البلدان الـ21 عينها، 70 في المئة من الإصابات بالأمراض القلبية الوعائية تعود إلى "عوامل خطر قابلة للتغيير."

كما تقف عوامل الخطر المتصلة بالأيض، بما يشمل ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم أو البدانة أو السكري، وراء أكثر من 40 في المئة من الأمراض المزمنة وهي المسبّب الرئيسي للأمراض في البلدان الغنية.

وفي البلدان النامية، سجّل الباحثون أيضاً دوراً لتلوث الهواء في الداخل ونوعية الغذاء والمستوى التعليمي الضعيف.

ولفت أستاذ الطب في جامعة ماكماستر سليم يوسف إلى أنّه "يجب إجراء تغيير في السياسة المتبعة للحدّ من الأثر الفائق للأمراض القلبية الوعائية في البلدان ذات الدخل الضعيف أو المتوسط"، مضيفاً أنّه "يجب أن تستثمر هذه البلدان حصة أكبر من ناتجها المحلي الإجمالي في الوقاية وإدارة الأمراض غير المعدية، بما يشمل الأمراض القلبية الوعائية، بدل التركيز على الأمراض المعدية".

وشملت الدراسة اثنتي عشرة دولة ذات دخل متوسط وفق تصنيف صادر في 2006 :الأرجنتين، البرازيل، تشيلي، الصين، كولومبيا، إيران، ماليزيا، فلسطين، الفيليبين، بولندا، تركيا وجنوب إفريقيا. إضافة إلى خمسة بلدان ذات دخل ضعيف: بنغلادش، الهند، باكستان، تنزانيا وزيمبابوي.

المصدر : annahar.com